بقلم/ دعاء فتوح
أهم المواقف كان الحدث الفارق في حياتي، يوم ما اكتشفت أني أسود.
كانت وقفة العيد، وده يوم ما بيبقاش فيه عند الصبي أي حاجة تشغل باله أكتر من الحصول على العيدية من كل اللي بيتعامل معاهم، حتى أنّ عم فوزي القهوجي لما جِه يحاسب الأسطوات اتلمينا عليه كلنا ناخد منه العيدية.
دايرة أطفال حوالين القهوجي المسكين اللي عمال يفرق شلنات وبرايز يمين وشمال، ومش عارف يبعدهم ولا حتّى ينظمهم في طابور يعرف له أول من آخر. أخدت العيدية منه زيي زي أي صبي معايا، وبعد لحظات انتبهت أن العيال كلها أخدت وبتاخد تاني عادي جدًا.
انحشرت بسرعة في دايرة الصبيان اللي محتجزة عم فوزي وطلبت العيدية زيهم بالظبط، فبعد ما ادّى “هشام” لتالت مرة بقيت قدامه تمامًا؛ وقلت زيهم بالظبط: ‘العيدية يا عم فوزي’.
إلا أن عم فوزي بصلي بصة اللص المَفقوس ورد عليا: ‘اجري يلا يا أسود أنت.. أنا لسة مديك’.