دعاية مكثفة ربما لا تلقاها مسلسلات يقوم ببطولتها سوبر ستارز، ولكن رامز جلال وبرنامجه السنوي يلقاها، لدرجة أن قناة MBC مصر تخصص حلقة كاملة من أهم برنامج توك شو لديها قبل رمضان لاستضافته والحديث عن كواليس البرنامج.
هذا العام رامز جلال قرر أن يلعب بالنار، فمن الذي سيحترق بها؟
في حواره للمذيع شريف عامر في برنامج يحدث في مصر على قناة إم بي سي مصر قال رامز جلال: إن برنامجه الجديد رامز بيلعب بالنار استعان بفريق من المتخصصين من إنجلترا هم فريق الخدع لفيلم Spectre آخر أفلام جيمس بوند، وأنهم استخدموا عدة أدوار بأكملها في أحد الفنادق الكبرى في المغرب لتنفيذ البرنامج.
شهور من الإعداد والتجهيزات وعشرات إن لم يكن المئات هم فريق البرنامج، وملايين الدولارات أنفقت على إنتاج هذا البرنامج، الذي يخصص له ساعة كاملة من هواء المحطة يذاع فيها في دقائق محدودة، والباقي مخصص للإعلانات.
في العالم كله تقدم برامج الكاميرا الخفية، والغرض منها هو الضحك، المتعة للمشاهدين، فهل يقدم رامز في برنامجه ذلك؟
في العالم كله إن كان البرنامج يتعرض لمشاهد خطرة فهذا البرنامج يجب أن يصنف، بمعنى أن تحدد الفئة العمرية المسموح لها أن تشاهد هذه النوعية من البرامج، وإذا كان مسموحاً أو ممنوعاً على الأطفال مشاهدتها فهل يفعل رامز ذلك؟
إن هذا البرنامج قائم على وضع ضيوفه مدفوعي الأجر في موضع مواجهة خطر الموت حرقاً أو خنقاً، فهل صارت مشاعر الخطر والقرب من الموت مصدرا للضحك والاستمتاع؟!
ما هي الاستفادة التي تعود على المتلقي أن يرى نجوماً في الفن والرياضة في حالة يرثى لها، أو أن يتعرضوا للمهانة بهذا الشكل؟ هل يريد صناع البرنامج أن يصبح المجتمع سادياً يستمتع بتعذيب نجومه؟!
ماهي الاستفادة التي تعود على أي أسرة عربية في سماعها لهذا الكم من السباب والألفاظ الخادشة للحياء، والتي تفشل الصافرة في حجبها.
الكل سيقبل التعرض للإهانة مقابل المال، هل هذه هي القيمة التي يريد صناع البرنامج ترسيخها في المجتمع العربي؟!
لم يعد الأمر خدعه كاميرا خفية حتى لو سخيفة، فرامز لا يحرق ضيوفه فقط ولكنه يحرق قيماً كثيرة في المجتمع.
إن كان رامز يقبل أن يلعب بالنار هو وضيوفه مقابل المال، فالخطر أن يقبل المجتمع أن يحترق معهم.