شروط زواج المطلقة وحكم الزواج من مطلقة وأمور أخرى كثيرة في نفس السياق يتساءل عنها الناس، فإن بعض المُجتمعات تُحرم زواج المرأة من جديد سواء كانت تطلقت من زوجها أو توفى وأصبحت أرملة، على عكس نفس الموقف مع الرجل الذي يفقد زوجته للطلاق أو الوفاة، فهو يجد تشجيع ممن حوله على الزواج من جديد خاصة إن كان لديه أطفال، وسوف نتعرف بالمقال عبر موقعنا كسرة على شروط زواج المطلقة بجانب حكم الزواج من مطلقة ومعلومات أخرى.
اطلع على: تأجيل التجنيد لعائل الاسرة: شروط اعفاء كبير العائلة من التجنيد
شروط زواج المطلقة
من مميزات وصفات الدين الإسلامي وجود الصفاء والنقاء في العلاقات الإنسانية، وتُعد الأسرة من أهم عناصر المجتمع، فإن انحل عقد الزواج لسبب من الأسباب مثل الوفاة أو الطلاق، فإن كلا الزوجين يُمكن مُواصلة حياته من جديد، بل بشر الله عز وجل المحسنين من الأزواج بالسعة والفرج إن شاء وحده، وقال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وفي سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم “وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا” صدق الله العظيم.
أول شروط زواج المطلقة أن يكون النكاح صحيح ويستوفي أركان انعقاد الزواج وشروط صحته، حيث يكون العقد فاسداً إن كان النكاح من غير شهود أو نكاح المتعة، ومن أهم شروط زواج المطلقة أن يدخل الزواج الثاني بها دخول حقيقي وليس مجرد نكاح دون اكتمال، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “جَاءَتْ امْرَأَةُ رِفاعَةَ القُرَظِيِّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ، فَطَلَّقَنِي، فَأَبَتَّ طَلاَقِي، فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ إِنَّمَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ، فَقَالَ: «أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟ لاَ، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ”.
ثاني شروط زواج المطلقة الهامة جداً أن يكون الزواج بهدف استدامة العشرة بينهما، وأن لا يكون زواج مؤقت لأن الأصل في شرعية الزواج وجود الاستمرارية، وهو ما يظهر واضحاً من خلال تحريم الإسلام للزواج المؤقت، وورد عن الإمام النووي رحمة الله عليه قال “النكاح المؤقت باطل، سواء قيد بمدة مجهولة أو معلومة، وهو نكاح المتعة”.
ثالث شروط زواج المطلقة التي يجب مُراعاتها من الناس وفي كل المجتمعات للحفاظ على المرأة المطلقة، وأن لا يمنعوها من الزواج فهو حق مشروع لها وللجميع، سواء كانت مُطلقة أو متوفي زوجها، ومن شروط زواج المطلقة ألا يتم منع المرأة من الزواج لقول الله عز وجل في القرآن الكريم بسورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم “وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ” صدق الله العظيم، وبالتالي لا يجوز منع المرأة من شخص مناسب ولائق لها، وورد عن الماوردي أنه قال “فنهى الله عز وجل أولياء المرأة عن عضلها ومنعها من نكاح مَنْ رضيته من الأزواج”.
ويُعد منع المرأة من الزواج من أقبح العادات التي تُرسخ في عقول الأشخاص، سواء للخوف من حديث الناس أو الخوف على مال المرأة وأن يحصل عليه الزواج، وقال الله عز وجل عن ذلك في القرآن الكريم بسورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ” صدق الله العظيم.
وقد ورد عن المسور بن مخرمة أن سبيعة الأسلمية نُفست بعد وفاة زوجها بليال فجاءت إلى النبي عليه الصلاة والصلام واستأذنته أن تنكح فأن لها فنكحت، رواه البخاري، ويجب أن يُنفذ الجميع خاصة المسلمين أوامر الله عز وجل وتجنب ظلم النساء، سواء من خلال منع الأرملة أو المطلقة من الزواج، أو أكل حقهم من المال.
حكم الزواج من مطلقة دون موافقة أبيها
الزواج من مطلقة بل الزواج من المرأة بشكل عام دون وجود ولي هو باطل ولا يجوز، فهو زواج غير جائز ما لم يتم عقده أو الحكم بصحته من قاض لا يرى اشتراط الولي لصحة النكاح، فإن كان العقد جرى دون حكم قاض بصحته يكون الزواج باطل ويجب فسخ العقد، فإن أراد الطرفين إتمام الزواج بشكل صحيح يجب تجديده مستوفياً كل الشروط والأركان ويكون الزواج بإذن الولي الحالي للشهود والمرأة.
فإن لم يقبل الأب زواج المرأة المطلقة وتوفى يكون غضبان عليها، ويمكنها أن أن تستغفر الله له ولها وتترحم عليها وتتوب لله عز وجل، مع استرضاء الأم إن كانت على قيد الحياة ومُحاولة إقناع الجميع بالزواج لكي تكتمل السعادة وترضى الأم والأهل عن الزواج.
هل يمكن زواج المطلقة بدون ولي
إن انقطعت صلة المطلقة ورغبتها في الزواج دون ولي يجب أن تعرف أن مثلها مثل غيرها من الناس، ولا يجوز لها أن تُزوج نفسها دون ولي، فإن المرأة العاقلة الرشيدة التي تعرف الصحيح من الخطأ لا يُمكنها تزويج نفسها، وهذا لا يعني أنها لا تُباشر العقد بنفسها دون ولي لها، لكن يجب أن يُباشر العقد وليها وهو ما اتفق عليه الفقهاء، وورد في حديث “لا نكاح إلا بولي، ولا يجوز لها أن تزوج غيرها، سواء أكانت المرأة بكرًا أم ثيبًا”، ويوضح الحديث أن المرأة مهما كانت قاطعة الصلة مع أهلها فهو ليس عذراً لتتزوج دون ولي، لكن يجب أن تصل أرحامها بالمعروف، وإن أرادت الزواج يكون عن طريق وليها أو وكيله لكي يكون الزواج شرعي وصحيح.
ويأتي أولياء المرأة كالتالي: والدها، جدها، ابنها، أخوها الشقيق، أخوها من الأب، أولاد أخوها من الأب، العمومة، ومن رفض منهم بهذا الترتيب زواج المرأة، يُمكن أن يتولى الذي بعده هذا الزواج، ومن الجائز رفع الأمر للقاضي ليزوجها، ولا يُشترط الإشهار لإتمام أو اكتمال صحة العقد، ويكفي أن يحضر العقد شاهدان فقط، فقد ورد عن ابن قدامة رحمة الله عليه في المغنى “فإن عقده بولي وشاهدين فأسرّوه، أو تواصوا بكتمانه؛ كُره ذلك، وصحّ النكاح. وبه يقول أبو حنيفة والشافعي وابن المنذر”.
المستندات المطلوبة لزواج المطلقة
يجب توافر هذه المستندات بجانب شروط زواج المطلقة السابقة لكي يكون الزواج صحيح، وهي:
- وثيقة الطلاب الأصلية للزوجة.
- 5 صور للزوج والزوجة.
- طابع زواج وتحصل عليه من أي بوسطة.
- شهادتين صحيتين وتحصل عليهم من أي مستشفى حكومي.
- صورتين من بطاقة الزوج والزوجة والوكيل والشهود.
جدير بالذكر أنه لكي تتزوج المطلقة يجب أن تنهي فترة العدة أولاً.
التحفظ على زواج الأرملة والمطلقة
ينظر الناس إلى المرأة الأرملة أو المطلقة التي تُريد الزواج نظرة مختلفة، خاصة إن كان لديها أطفال من زوجها القديم، فهم ينظرون إليها نظرة الخائنة التي لم تصن العشرة، لكن لديها كل الحق أن تتزوج من جديد، ويجب أن تعمل على موازنة الرعاية بين أبنائها وزوجها، وينظر المجتمع إليها نظرة تحفظ وأنها يُمكن أن تُكمل حياتها دون زواج جديد، على عكس الرجل الذي يُريدونه زواجه عاجلاً وليس آجلاً، لأن الرجل لا يستطيع أن يعيش دون مُعاشرة امرأة لفترة طويلة.
ويتم التحفظ على زواج الأرملة أو المطلقة شرط وجود أطفال لديها لكي ترعاهم بشكل جيد، على العكس الرجل الذي يمتلك أبناء من زوجته القديمة، ليطالبه الناس بالزواج لكي ترعاهم زوجته الجديدة لعدم قدرته على ذلك، وهو سبب قوي لزواج الرجل، ويهدف الزواج في هذه الحالات لتحقيق السكينة وإشباع الغريزة الخلقية وتحقيق التناسل بشكل شرعي بين الزوجين، حيث يقول الله عز وجل في سورة الروم بسم الله الرحمن الرحيم “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” صدق الله العظيم.
وقال الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج”.
مميزات الزواج من مطلقة
هناك العديد من مميزات الزواج من مطلقة التي تجعلها فكرة جيدة للرجل المُطلق أو الأرمل، فإن المطلقة يكون لديها الوقت للتفكير فيما مضى من حياتها وفي زواجها السابق وأدى إلى الطلاق، وسوف تعمل على حل الأمور المستقبلية في العلاقة، وبالتالي لن يتعامل الرجل مع مشاكل مبكرة مثل الزواج الأول، ويكون للمطلقة الوقت للتفكير في سبب الطلاق من الزوج الأول وتعلم أنواع المُعاملة، ويجب على الزوج مُعاملتها جيداً وهذا ما أوصانا الله ورسوله به.
ويُمكن للمُطلقة أن تُميز مستوى اهتمام الرجل ومستوى اهتمامها بشكل أسرع، فهي لا تُضيع الوقت في إنكار ذلك، بمعنى بسيط يكون لديها الخبرة من الزواج السابق، ويجب على الرجل احترامها وتوثيق اللحظات الجيدة معها، فلإن العديد من المُطلقات حين يتزوجون من جديد، يكون لديه رهبة من فشل ثاني في الزواج.
أشياء يجب معرفتها قبل الزواج من مطلقة
تعرفنا على شروط زواج المطلقة والآن نتعرف على بعض الأشياء التي يجب معرفتها قبل الزواج من امرأة مطلقة، وهي كما يلي:
- في العادة تكون توقعاتها مرتفعة جداً وتكون على دراية بما يحتاج الزوج في حياته وما يُمكن فعله لامتصاص الغضب وما يُثير الغضب من الأساس، وتكون التوقعات مرتفعة بسبب معاملة الزوج السيئة ورغبتها أن تكون محور كل شيء.
- وجود الثقة بالنفس بشكل زائد أو عدم وجودها بالأساس، وكلا النوعين يكون الأمر سلبي، فإن وجود ثقة بالنفس بسبب خروج المرأة المطلقة منتصرة من التجربة السابقة ولم تسمح للرجل أن يُملي شروطه عليها، بينما عدم وجود ثقة بالنفس يتسبب في هلاك العلاقة لشك المرأة في كل الأمور بسبب العلاقة السابقة، ويجب على الرجل احتوائها.
- يُمكن الاعتماد على المرأة المطلقة، فإن الطلاق السابق يجعلها أقوى وتخوض الصعاب لتصل للنجاح، لكن يجب صونها وعدم الضغط عليها، وسوف تجد السعادة حتى في أصغر التفاصيل، وفي قاموسها تجد أنها تُحاول العيش بسعادة ورضا وهو أمر جميل لكي تجعل حياتك سعيدة.
- التجربة الأولى للمرأة المطلقة تكون خيبة أمل ومرحلة لا ترغب أن تعود لحياتها من جديد، وبالتالي يجب مُراعاة ذلك وفي نفس الوقت عدم استغلاله للضغط عليها، فقط اجعلها سعيدة وسوف تحصل على ضعف هذه السعادة.
- إن تزوجت من مطلقة ولديها أطفال سوف تكون في المرتبة الثانية بعدهم، لكنها لا تنسى الزوج مطلقاً خاصة إن صانها وحرص على سعادتها، فإن لم يكن لديها أطفال وأسعدتها سوف تكون كل حياتها، ويجب معرفة ما مضى لكي لا تُكرره وتفسد العلاقة بينكم.
- تُقارن المرأة المطلقة بين تصرفات الرجل الجديد والقديم، وتُحاول تجنب الأمور الصعبة التي وقعت بها من قبل عن طريق عدم الوصول إليها من الأساس، وتكون المُقارنة بين الزوج القديم والجديد في ذروتها خلال المراحل الأولى من العلاقة، وتبدأ في الانخفاض حتى تختفي المُقارنة بشكل كامل.
- تكون الغيرة معدومة أو قاتلة وتختلف حسب نظرة المرأة إلى نفسها، فإن كانت النظرة سلبية فهي تغير كثيراً لأنها تظن أنها لا تكفيك، وإن كانت نظرتها لنفسها إيجابية بشكل مُبالغ فيه، فهي لا تغار على الإطلاق لأنها تظن أنها أفضل كثيراً من غيرها من النساء.
- تعمل المرأة المطلقة على تحسين نفسها بشكل مستمر وترغب في النجاح بأمور كثيرة لرغبتها ألا تكون مثلما كانت من قبل، وبالتالي سوف تُحفزك على النجاح والوصول لمكانة عالية.
- تختار المطلقة التي تتزوج من جديد معاركها بوعي كبير، فهي لن تتشاجر على مشاكل تافهة مثل الزواج الأول ولن تتسبب في خلق مشاكل مع الأهل سواء كانت تعيش معهم أم لا، بل على العكس فهي لا تدخل في معارك بشكل عشوائي بل تختارها بوعي وحكمة وهل تستحق أن تخوضها أم لا، لأنها في الغالب سوف تنتصر، لكن التفاصيل التافهة لن تفتعل شجار لأجلها وسوف تتجاهلها بالكامل.
في نهاية المقال لقد تعرفنا على شروط زواج المطلقة وحكم الزواج من مطلقة دون موافقة أبيها، بجانب مميزات الزواج من سيدة مطلقة ولماذا يتحفظ الناس على زواجها، وأهم الأمور التي يضعها الرجل في الحسبان قبل الزواج منها، ويُمكنكم معرفة المزيد عن حكم زواج المطلقة في الإسلام عبر موقعنا كسرة.