سبعة ملامح قد تجعل من موسيقى المهرجانات الشعبية حركة موسيقية حقيقية

سبعة ملامح قد تجعل من موسيقى المهرجانات الشعبية حركة موسيقية حقيقية

في جلسة مع مجموعة من الأصدقاء الفرنسيين والمغاربة، الذين شاهدوا للتو أحد الأفلام الوثائقية عن «موسيقي المهرجانات المصرية» في واحد من المهرجانات الثقافية في مدينة الرباط، واجهت العديد من التساؤلات ووجهات النظر التي دفعتني للتفكير في ما هو أبعد من كونها موسيقى أعرفها عن قرب منذ نشأتها وتربطني بصانعيها علاقات صداقة وأخوة قديمة.تحديداً تبدل كل شيء في هذه الجلسة عند مقارنة موسيقى المهرجانات مع حركة موسيقى الراي في الجزائر، وكيف حقق مغنيو الراي الأوائل المعادلة الصعبة في إعادة تشكيل واستخدام التراث الشعبي الجزائري، وتقديمه في قالب حديث، شكّل حركة موسيقية جددت شباب الموسيقى الجزائرية ونقلتها إلى العالمية، وكيف تستطيع موسيقي المهرجانات المصرية عمل الشيء نفسه، لأن لها الطابع والظروف نفسها. من هنا حاولت إعادة الكتابة عن موسيقى المهرجانات التي كتبت عنها منذ سنوات، ولكن برؤية مختلفة باحثاً عن الملامح التي قد تجعلها «حركة موسيقية» حقيقية في مصر.

صناعة الموسيقى للجميع

يتفق الجميع على أنه كلما تقدمنا أكثر في إنتاج صيغ جديدة من الموسيقى الرقمية «السهل» إنتاجها والحصول عليها، كلما تقدمنا أكثر في جعل إنتاج الموسيقى مساحة واسعة للجميع، يستطيع الكل فيها أن يلعب ويجرب وربما يخرج بشيء ما، يلقى القبول عند قطاعات عريضة من المجتمع، وهو ماحدث في «موسيقى المهرجانات» التي تطورت من «دي جي» يستخدم الكمبيوتر في تشغيل الأغاني في الأفراح، إلى منتج موسيقي استفاد من عمله الدائم على الكمبيوتر في استكشاف برامج جديدة تصنع الموسيقى، فظهر عمرو حاحا وفيجو والديزل وطابور طويل من المنتجين الموسيقيين الشعبين، أنتجوا الموسيقى علي طريقة صناعات «بير السلم» وبأقل الإمكانيات، ومع الوقت نضجت الصنعة وشهدت تطوراً في الإمكانيات وجودة في المنتج النهائي، ولكن تظل تنتج في بلد المنشأ، في محلات بالشارع حوّلها هؤلاء الصناع إلى استوديوهات في مناطقهم الشعبية.

تطابق بداية موسيقى المهرجانات مع بداية وصعود حركة الهيب هوب وموسيقى الراب

لا يخفي الكثير من فناني المهرجانات تأثرهم بمشاهير موسيقى الراب في العالم، حتى إن بعضهم غنى العديد من كلمات أغاني الراب المصري في أغانيهم، وجمعتهم عدد من الأغاني بمشاهير الراب المصري، بل ويتميزون حالياً بلبس ملابس وموضة «الهيب هوب» على طريقة «النيو سكول هيب هوب» ذات السراويل الضيقة والألوان الجذابة.دعنا من تفاصيل فنية قد يطول الكلام عنها تجعل من موسيقى المهرجانات ابناً شرعياً للهيب هوب، ولنركز على المدهش في هذا الإطار، بنظرة سريعة نجد أنه ثمة تطابق غريب ومثير بين بدايات موسيقى الراب في أميركا وبداية موسيقى المهرجانات وتطورها في مصر.بدأت موسيقى الراب في أميركا على يد شباب لم يدرسوا الموسيقى ولم يحترفوها في ذلك الوقت، أغلبهم من المناطق الفقيرة التي تنتشر فيها الجريمة بمعدلات كبيرة لا تختلف كثيراً عن المطرية والسلام وعين شمس، وكانت البداية بمجرد «دي جي » يلعب الموسيقى الراقصة في الحفلات، ثم ظهر الاحتياج لشخص يمسك بالميكروفون ويشجع الحضور على الرقص ويتفاعل معهم على إيقاع الموسيقى، إلى أن تطور المحتوى مع مرور الوقت، إلى كلمات موزونة بقافية كلامية وسمي هذا الشخص بـ «Master of Ceremonies» واختصارها MC.وهو ماحدث في موسيقى المهرجانات بالضبط، وإن كان ظهور هذا الشخص سبق المهرجانات والذي عرف في الأفراح الشعبية بعدة أسماء منها «النباطشي» أو «شاويش المسرح» أو «صاحب الكريستالة والحديدة»، وهو شخص كانت مسؤوليته الأولى تقديم فقرات الفرح، وتشجيع جمهور الفرح على التحية «بالنقوط» وترديد التحيات والسلامات على الحضور، والتي تفنن فيها «النباطشية» وأصبح لها أسماء وموسيقى خاصة وجزء أساسي من خلطة الفرح الشعبي المعروف «بفرح الحظ»، ومن هنا زاد دور «النباطشي» وبمصاحبة «الدي جي» وتوفيرا للنفقات أصبح يغنىي ويتفاعل أكثر وأكثر.عرف وقتها هذا الأداء بـ«رص الكلام» وهو مصطلح استخدم مصطلحات شبيهة له في وصف البنية الأساسية لغناء الراب.انتشرت موسيقى الراب في أميركا في بدايتها انتشاراً عشوائياً بلا صناعة وخطة واضحة، وبظهور أسماء لامعة في الإنتاج الموسيقي وميل الفنانين نحو أسماء بعينها، تكونت مجموعات من الفنانين التابعين لمنتجين يعملون سوية على إنتاج الموسيقى، ويعمل المغنيون على شهرة هؤلاء المنتجين من خلال ترديد أسمائهم في الأغاني.وهو ماحدث في موسيقى المهرجانات حين وقع الخلاف بين «فيجو» و«عمرو حاحا» وقرر حاحا منتج الموسيقى الشعبية في السلام الانفصال هو «وسادات وفيفتي» وتكوين مجموعة خاصة بهم مع ظهور مجموعات أخرى مثل الـ ٨٪ اوكا واورتيجا التي انضم إليها فيما بعد مغني المطرية «شحتة كاريكا» ليشكلوا مجموعة ذات توجهات تجارية، سيذيع صيتها في الإعلانات والأفلام فيما بعد، إضافة لمجموعة في الاسكندرية «الدخلاوية» بقيادة فيلو المتميز في تقديم لون خاص به، وتماماً كما حدث في الراب انقسم الجميع وبدأت الخلافات، وعلى طريقة «البيف» في الراب وهو وجود مشكلة بين مجموعتين من مغنيي الراب، الذين يعبرون عن غضبهم من الآخر بأغاني يطلق عليها «Disrespect» والتي تعني أغاني تقليل الاحترام، يستخدم فيها مغنيو الراب كل موهبتهم في عمل أغانٍ كبديل عن العراك والالتحام المباشر، بدأت الخلافات بين مجموعة فيجو ضد مجموعة عمرو حاحا ابن عين شمس الذي اتخذ فيجو رفيقاً ومدينة السلام بيتاً وساحة عمل، وسرعان ما انتقلت حمى الخلافات في الأغاني للجميع، وشهد مجتمع موسيقى المهرجانات عدداً من الأغاني التي تسب المجموعات الأخرى وتقلل من قيمتها وتتفاخر بمناطقها وجمهورها، تلك الأغاني التي اشتهرت وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً حتى وإن لم يعرف أو يفهم الجمهور تفاصيل هذه الخلافات.وقد تكتمل الصورة إن وضعنا استغلال السينما التجارية في أميركا لموسيقى الراب واتجاه مغنِّي الراب للتمثيل، وهو ما حدث بالفعل مع نجوم المهرجانات التي استخدمتهم السينما كسلعة أساسية في الأفلام إلى أن أنتجوا لهم عدداً من الأفلام من بطولاتهم والتي تتمحور حول موسيقى المهرجانات، وتماماً كما في الراب الأميركي انقسم مجال المهرجانات إلى طبقات، على قمتها مشاهير التلفزيون والسينما وقاعدتها مغنون في المحافظات والقرى الصغيرة ما زالوا يسجلون أغانيهم بالطرق التقليدية في غرف معيشتهم.

الفرح كبديل للحفلة والنوادي الليلية

لا تستغرب إن عرفت أنه من الممكن أن يعيش شاب مصري في منطقة شعبية في القاهرة، ويموت دون أن يحضر حفلة موسيقية أو يجرب اقتحام عالم النوادي الليلة الفاخرة التي تحرص على جلب الأسماء الفنية الكبيرة، ومن الطبيعي أن يبحث هذا الشاب عن البديل تماماً مثلما خلقته «أفراح الحظ» التي تحاكي جو «الكباريه» براقصاته وطاولاته العامرة بما لذ وطاب، ومع ارتفاع تكلفة «فرح الحظ» وظهور «الديجيهات» كان الحل في خلق ليلة شبابية راقصة، يعوض فيها شباب المناطق الشعبية حرمانهم من حضور الحفلات لتتحول الأفراح لمناسبات مهمة، تطبع لها دعوات تشبه إلى حد كبير تذاكر الحفلات، ويسمى الفرح بأسماء مميزة حسب أهمية صاحب الفرح ومقامه، وتكتب له المهرجانات بشكل حصري تتم تحية «صاحب الفرحة» في المهرجان وأهله وأصدقائه ويسمى «مهرجان فرحة فلان» وتنتشر الأغنية بسرعة البرق في جميع المناطق الشعبية في مصر في عدة أيام.تركيبة وشكل المسرح نفسها تغيرت مع موسيقى المهرجانات، هناك «ديجيهات» يحرصون على إخراج كل ما لديهم في «شكل» المسرح وتحويله إلى ما يشبه مسارح موسيقي «التكنو » مع إضافة الدخان والمؤثرات البصرية في الخلفية، أو تصميمات على شكل غرف شفافة يعمل من داخلها «الدي جي» وتضج بالألوان والضوء .. كل هذا في المطرية والسلام وعين شمس مثلاً.الذين حضروا الفرح، أكدوا أن ما يقارب 10 آلاف شخص حضروا فرح «السادات» مغني المهرجانات المعروف والذي يعمل في ثنائي غنائي مع «فيفتي» وينتج لهم الموسيقى «عمرو حاحا»، الجميع حضر لمجاملة العريس الفنان، والشارع نفسه تحول إلى مجموعة من المسارح كل منها له شكل ودور في الاحتفال، كل يوم يحمل الجديد والغريب حتى إن أصحاب محلات «الفراشة» طوروا من أدواتهم لمواكبة احتياجات سوق لا يشبع ويسعى للتجديد والتطوير في كل شيء. فيديو لتفاصيل فرح السادات العالمي

حركة موسيقية لها رقصتها الخاصة

من قبل ظهور المهرجانات بشكل واضح، شهدت المناطق الشعبية انتشاراً لشباب صغير السن يحاول تعلم بعض رقصات الهيب هوب، كانوا يتدربون عليها في الحدائق بشكل ملفت للنظر في هذه الأيام تحت اسم رقص التكسير، بعدها ظهرت مجموعات من الشباب تصاحب الدي جي في الأفراح لتقوم بتقديم رقصات جماعية ليتطور الأمر لتصبح فقرة رسمية بأجر، تذهب مع الدي جي في كل الأفراح تقدم فقرتها تحت اسم الدي جي نفسه.وانتشرت الحركات بعد أن تمت إضافة النكهة المصرية لها، كحركات الضرب بالمطاوي والسيوف والتي أطلق عليها اسم «تشفير» في هذا الوقت، والتي يتواجه فيها خصمان يبارزان بعضهما بالحركات عن بعد وكل منهما يسعى لإذلال الآخر وإثارة ضحك الحضور عليه، وهو الشكل الشعبي المصري «للبي بوي باتل» في ثقافة الهيب هوب، بالاسلوب والطريقة نفسها مضافة إليها نكهة عراك المناطق الشعبية وخفة الدم، ومع انتشار موسيقى المهرجانات بشكلها المعروف حالياً، ظهرت فرق رقص تحت أسماء أصبحت مشهورة ومطلوبة ولها جمهور يتابعها و«بيلف» وراها الأفراح.في مطلع عام 2002 وفي العاصمة الفرنسية باريس تم تنظيم أول تجمعات لرقص «التكتونيك» أو «الرقص الإليكترو» والتي تعتمد بالأساس على حركات بالذراعين والركبة والنزول والهبوط بالأقدام لمستوى الأرض، والتي انتشرت في هولندا وبلجيكا بسرعة الصاروخ، بالتأكيد لا يعرف شباب دار السلام والمطرية ماهو التكتونيك! ولكنهم اليوم وبمصاحبة موسيقى المهرجانات يقدمون مستوى من «التكتونيك» قد ينافس الموجود في فرنسا حالياً، من أين أتى كل شيء؟ لا أحد يعلم! هي الحركات نفسها والروح والأداء أيضاً، الذي يمكن تفسيره إذا وضعنا موسيقى المهرجانات نفسها في تصنيف الموسيقى «الإليكترو»، ليصبح رقص التكتونيك عليها منطقياً ومفهوماً.

المشاع الابداعي

يضرب فنانو المهرجانات الشعبية بحقوق الملكية الفكرية عرض الحائط، الأمر ليس تحدياً أو سرقة أو اغتصاباً لحقوق غيرهم، ببساطة يعجب الفنان بجملة لحنية أو جملة من كلمات أغنية تصبح على لسانه ويرددها لتسمعها في أغنيته القادمة، هكذا تصنع في الكثير من الأحيان أغاني المهرجانات، التي «نحتت» بشكل أساسي في بداياتها جملاً كاملة من أغانٍ لمشاهير الغناء الشعبي في المناطق الشعبية، تماماً كتعامل هؤلاء المطربين مع إعادة تقديم أغانٍ قديمة وتراثية في قالب شعبي، ليأتي جيل آخر يقدم أغانيهم في قالب المهرجانات وهكذا.الأمثلة كتيرة منها مطلع أغنية اوكا واورتيجا الشهيرة «واحدة عملتلي عمل» والتي نقلت بالكامل من مطلع أغنية لفريق راب مغربي «فناير» كانوا قد قدموها بمصاحبة الفنانة سميرة سعيد ولاقت نجاحاً كبيراً، وعلى الرغم من عدم إتقان اوكا واورتيجا اللهجة المغربية نجحت الأغنية غير مفهومة المطلع بعد أن غنوها بأخطاء الكلمات كما سمعوها، وحتى هذه الأغنية لم تصبح حكراً وملكية خالصة لأوكا واورتيجا، فكل مغني المهرجانات يغنوها في حفلاتهم وفي الأفراح كجزء من فقراتهم، وهو أمر متعارف عليه ودارج، كل الموسيقي هي ملك للجميع .. هكذا يؤمنون.

منصات إعلامية شعبية بديلة .. محمود مطبعة كمثال

كأي فن، تنسج موسيقى المهرجانات حولها مجتمعاً متكاملاً، من المحبين والتابعين والمساعدين، ولأنها موسيقى استخدمت الإنترنت كوسيلة انتشار، ظهر أشخاص على الانترنت مهمتهم الأساسية جمع موسيقى المهرجانات وإعادة نشرها دون الالتفات لأي حقوق ملكية، الهدف الأساسي هو نشر هذه الموسيقى التي احتلت المرتبة الثانية بعد «المقاطع الساخنة» في المشاهدات على يوتيوب.وهنا نأتي لمثال حي «محمود مطبعة» الذي وضع جملة تعريفية لقناته على يوتيوب «أهم أرشيف للمهرجانات الشعبية في مصر» والذي تعدت مشاهدات قناته على يوتيوب 12 مليون مشاهدة، والذي طوّر من محتواه ليضم فيديوهات لنجوم المهرجانات في الاستوديو وفيديوهات المزاح فيما بينهم في حياتهم العادية، والتي أصبح «مطبعة» بفضلها الأشهر على شبكة الإنترنت بعد تأسيسه منتدى لمحبي موسيقى المهرجانات الشعبية، ينشر فيها آخر الأغاني وبرامج صناعة الموسيقى، وتوزيعات لأهم موزعي الموسيقى الشعبية، ويعتبر مطبعة واحداً من جيش كبير على الإنترنت مهمته الأساسية العمل على نشر موسيقى المهرجانات، والتي تعمل كمنصات إعلامية وفنية بديلة ينتشر فيها هذا الفن رغماً عن الجميع.
بالرغم من اهتمام النخبة مؤخراً بموسيقي الراب، واهتمام طبقات راقية بهذه الموسيقى باعتبارها موسيقى «كول» وبالرغم من دخولها السينما والمسلسلات والإعلانات وكل ما تستطيع أن تصل إليها موسيقى في مجتمع، إلا أن الجمهور الحقيقي لهذه الموسيقى هو ذلك المراهق الصغير الذي قابلته بالتأكيد في يوم ما، يمشي أو يعمل حاملا لتليفون محمول رخيص مشغلاً مهرجاناً يستمع إليه عبر سماعات التليفون الخارجية، أنا نفسي قابلت المشهد نفسه في أحد الأسواق في المغرب بالمناسبة، وكان الشاب يستمع بالطريقة نفسها لأحد المهرجانات المصرية.هذا المراهق متابع جيد يحفظ عن ظهر قلب مواعيد الأفراح في منطقته، ومن هم النجوم الذين سيغنون على مسارحها، يقلد هؤلاء النجوم في ملابسهم الذين يقلدونها بدورهم من مغنيي الراب العالميين، عملية شديدة التعقيد والسهولة في الوقت نفسه في نقل الثقافة إلى أماكن مهمشة بعيدة عن كل أنواع الخدمات الترفيهية، والتي تعتبر الفرح متنفسها الوحيد.هذا الجمهور يدافع يومياً عن الموسيقى التي أحبها تماماً مثلما دعم أبوه وجده نوعاً آخر من الموسيقى الشعبية، كان له نجومه وفنانوه الكبار في هذه المناطق .. موسيقى المهرجانات ستستمر وتتطور مدعومة بهذا الجمهور الباحث عن الجديد بمحدداته ورغباته هو، وليس ما يملى عليه من الوسائل الإعلامية التقليدية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة